الزواحف
الزواحف هي أولى الفقاريات التي تقضي حياتها بكاملها على اليابسة، ظهرت منذ 300 مليون سنة، وكانت تسكن اليابسة والبحار والأجواء. والكثير منها، مثل الدينوصورات قد انقرض.
كان في نهاية العصر الجيولوجيّ الأوّل، أي منذ نحو 250 مليون سنة العديد من أنواع الزواحف المختلفة ومن بينها الزواحف الطائرة والديناصورات التي انقرضت اليوم، يُعرف اليوم منها 000 6 نوع كانت تعيش في المناطق الاستوائية وفي بعض المناطق المعتدلة.
خصائص الزواحف وتصنيفُها
عدّة خصائص تجعل من الزواحف حيواناتٍ قادرة على الحياة على اليابسة، إنها مزودة برئتين تتيحان لها التنفس وجلدا جافاً مغطى بالحراشف التي تقيها خسارة الماء بواسطة التبخر. وخلال نموها تكبر هذه الحراشف، تتجدد وتتناثر مفسحة في المجال أمام تكوين حراشف جديدة: هذا ما يسمى النّسول. لا تستطيع الزواحف أن تعدل بنفسها حرارتها الداخلية، فعليها أن تتعرض للشمس لتدفّيء جسمها أو أن تختبيء لتخفيف حرارتها.
إنها بيوض أي تلد صغارها بواسطة البيوض، غير أن بعضها، مثل حية الزجاج (البدعة) والأفعى الدكينة، هي سرولود أي أنها تضع صغاراً مكتملة ولكنها نشأت في أحشائها ضمن بيضة. تُصنف الزواحف اليوم في ثلاث فئات: فئة السلاحف وفئة التماسيح وفئة العظايات والحيّات وهي الأهم.
السلاحف: السُّلحفيات
يحصى ما يقرب من 250 نوعاً من السلاحف من فئة السلحفيات. يحمي جسمها القصير العريض قوقعة عظمية مغطاة بحراشف قرنيّة. تتألف هذه القوقعة من قسمين ملتحمين: الظهرية التي تغطي الظهر والصدرية التي تغطي الصدر والبطن. تكبر القوقعة كلما كبر الحيوان. تستعمل السلحفاة هذه القوقعة حماية وملجأ لأن أكثر السلاحف تستطيع أن تدخل فيها رأسها وقوامها وذنبها، ليس للسلاحف أسنان ولكن منقار من مادة قرنيّة قوية تحطم الغذاء وتسحقه. وهي تبيض البيوض .
وثمة سلاحف المياه العذبة والسلاحف البحرية والسلاحف البرية. فسلاحف المياه العذبة، مثل سلحفاة فلوریدا، هي عادة صغيرة وذات قوقعة مفلطحة، وللسلاحف البحرية المتكيفة مع السباحة، قوائم أساسية بشكل مجاذيف، تقتات بالرخويات بالسراطین وبالإربیان، أكبر السلاحف البحرية، هي السلحفاة المزهر (وزنها 500كلغ وطولها متران)، تعيش في أعماق البحار، والسلاحف البرية تقتات بالحشائش وبالأوراق. تسير مشيا على قوائمها الأربع، تعيش طويلا جدا مثل سلاحف غلاپاغوس التي يبلغ عمرها 150 سنة.
التماسيح: التّمساحيات
تُشكل التماسيح فئة التمساحيات، لها جسم مستطيل مغطى بالحراشف ينتهي بذئب قويّ متين، خطمها الطويل مسلح بأسنان حادّة. تسير على الأرض مشياً على قوائمها الأربع ولكنها تقضي قسماً كبيراً من وقتها في الماء، إنها سبّاحة ماهرة بفضل ذنبها الطويل الذي تستخدمه دفة وجذافاً. تتزاوج هذه الزواحف لتتكاثر وتضع بيوضها على اليابسة في عش من الوحل وبقايا النبات: تتأمّن حضانتُها بفضل حرارة الشمس. |
| تنين كومودو (العَظَايَةُ ) |
التماسيح حيوانات لاحمة تصطاد جميع أنواع الحيوانات. تستقر تحت الماء دون حراكٍ متخذة وضع المتربّص: لا تطل من الماء سوى أنوفها وعيونها القائمة في أعلى رأسها، تستطيع أن تصطاد على حفّة الماء حيوانات بحجم حمار الوحش، تصنّف الأثنان والعشرون نوعاً من التماسيح في ثلاث فئات: فئة التماسيح الحقيقية فئة القاطور والكيمان وفئة الغريال (تمساح الهند) وهذه الفئة ممثلة بنوع واحد، تُعرف التماسيح الحقيقية بخطيها الطويل وبتنسيق أسنانها الظاهرة عندما يكون فم الحيوان مطبقاً. تعيش في شمالي أوستراليا وجنوبي شرق آسيا وفي أفريقيا
(تمساح النيل) وفي آسيا والهند والأنتيل كما في أميركا الوسطى والجنوبية، أما القاطور والكتمان فلا يظهر من أسنانها سوى الصف الأعلى عندما يكون الفم مطبقاً. يعيش القاطور في جنوبي شرق الولايات المتحدة (قاطور المسيسيبي) وفي الصين، والكيمان في أمريكا الوسطى والجنوبية. يُعرف غريال الهند من سائر التماسيح بخطيه الضيّق الأسطواني، يتغذى بالأسماك ويعيش في نهر الغانج وفي أنهرِ هنديّة أخرى.