حول الزرافة
الزَّرَافَةُ هي إحدى أنواع الثدييَّات الأفريقيَّة شفعيَّة الأصابع، وهي أطولُ الحيوانات البريَّة بلا مُنازع، وأضخم المُجترَّات على الإطلاق.الوصف
يتراوحُ ارتفاع الزَّرافة البالغة بين 5 و6 أمتار، والذُكور أكثر ارتفاعًا من الإناث. يصلُ مُتوسِّط وزن الذكر البالغ إلى 1,192 كيلوغرامًا، والأُنثى البالغة إلى 828 كيلوغرامًا ، وأقصى ما تمَّ توثيقهُ من أوزانٍ بلغ 1,930 كيلوغرامًا للذكور، و1,180 كيلوغرامًا للإناث. الجسد قصيرٌ نسبيًا، على الرُغم من الطول الفائق للعنق والقوائم.تقعُ العينان على جانبيّ الرأس، وهي كبيرةٌ بارزة، وهي تمنحُها رؤيةً دائريَّةً كاملة لمُحيطها من ارتفاعها الكبير. بصرُ الزرافي حاد، وهي قادرة على تمييز الألوان، كما أنَّ حاستيّ السمع والشم عندها قويَّة.
الخصائص
أبرزُ خصائصها المُميَّزة هي عُنقها وقوائمها فارعة الطول، والنُتوءات العظميَّة على رأسها الشبيهة بالقُرون، وأنماطُ فرائها المُتنوِّعة. تُصنَّفُ ضمن فصيلة الزرافيَّات، إلى جانب قريبها الوحيد المُتبقي، أي الأكَّأب. منها تسعُ نويعات، يُمكنُ التفريق بينها عبر أنماط فرائها التي تختلفُ من نويعٍ إلى آخر.لسان الزرافة
لسانُ الزَّرافة قابض (قادرة على أن تُمسك به الأشياء)، يصلُ طوله إلى 50 سنتيمتر (20 إنشًا) تقريبًا، وهو أسودٌ ضارب إلى الأرجوانيّ، ولعلَّ ذلك مردّه الحماية من الحُروق الشمسيَّة، وهي تستخدمه للإمساك بالنباتات، ولتمسيد فرائها وتنظيف أنوفها. الشفَّة العُليا قابضةٌ كذلك الأمر، تستخدنه الزرافة عندما ترعى. وتكتسي الشفتان، إلى جانب اللسان وداخل الفم، بحُليماتٍ عديدة لحمايتها من الأشواك التي تُغطي أغصان الأشجار التي ترعاها الزرافي.العنق
تتمتَّعُ الزَّرافة بُعنُقٍ طويلٍ جدًا هو الأطول بين جميع الثدييَّات بِلا مُنازع، ويُمكن أن يصل طوله إلى مترين تقريبًا، وهو ما يجعلُ هذه الحيوانات الأكثر ارتفاعًا بين جميع دواب اليابسة. يرجعُ طول أعناق هذه الحيوانات إلى تطاولٍ غيرُ مُتناسبٍ للفقرة الرقبيَّة، وليس بسبب امتلاكها فقراتٍ أكثر عددًا من فقرات سائر الثدييَّات، وكُلُّ فقرةٍ من فقراتها يفوقُ طولها 28 سنتيمترًا. تُشكِّلُ الفقرات الرقبيَّة ما بين 52 و54% من إجمالي طول العمود الفقريّ للزرافي، مُقارنةً بما بين 27 و33% من إجمالي طول العمود الفقريّ عند الحافريَّات الضخمة المُماثلة لها، بما فيها أقرب أقاربها الحيَّة (الأكَّأب). يبدأ عُنق الزَّرافة بالتطاول بعد ولادتها، إذ يصعبُ على الأُم أن تلد صغيرها ذو عُنقٍ طويلٍ بأبعادٍ مُتطابقة مع أبعاد أعناق البوالغ.الإسم
زَرَافَة اسمٌ عربيّ، يُفيدُ معنى الرشاقة ويُطلق على ذات الخُطوات المُتمهلة، وعلى طويلة الرقبة المُشرأبَّة، أما اسمُها العلميّ Giraffa camelopardalis (نقحرة: جيرافا كاميلوپاردالِس)، واسمُ نوعها، أي camelopardalis، يعني حرفيَّا الجمل النمريّ أو الجمل الأنمر، في إشارةٍ إلى شكلها الشبيه بالجمل واللطخات المُلوَّنة على جسدها التي تجعلها شبيةٍ بالنمر.اشتقت جميعُ اللُغات الأوروپيَّة تسمياتها للزرافة من الاسم العربي، مُنذُ العُصور الوسطى، فعلى سبيل المِثال، كانت الأسماء الإنگليزيَّة الوُسطى لهذه الحيوانات تشتمل على: جيرَّاف، وزِراف، وجيرفونتز، ويُشيرُ البعض إلى احتمال اشتقاق الاسم أيضًا من الكلمة الصوماليَّة جِري.
النُويعات
يعتبرفُ العُلماء بحوالي تسع نويعات من الزرافة (آخرُ تقديرٍ لأعدادها كان سنة 2010م)، وهي:الزَّرافة النوبيَّة
الزَّرافة الشبكيَّة
الزَّرافة الأنغوليَّة أو الزَّرافة الناميبيَّة
الزَّرافة الكُردُفانيَّة
الزَّرافة الماساويَّة
زرافة روثتشيلد
زرافة جنوب افريقيا
الزَّرافة الروديسيَّة
زرافة غرب أفريقيا
الموئل
تقطُنُ الزَّرافي عادةً السڤناء والأراضي العُشبيَّة والأحراج المكشوفة. وهي تُفضِّلُ سكن أحراج الطلح، والبلسان، والقمبريط، والهليلج، على الأحراج الأكثر كثافةً بالأشجار مثل أحراج المِمبو. كذلك، بعضُ النُويعات، كالزَّرافة الأنغوليَّة، تقطُنُ الصحاري. ترعى الزَّرافي غُصينات الأشجار، وهي تُفضِّلُ الأنواع المُتمية إلى أجناس الطلح والبلسان والهليلج على غيرها، فهذه غنيَّةٌ بالكالسيوم والپروتين وتمُدُّ الزَّرافة بحاجتها من هذه المُغذيات الضروريَّة لنُموِّها.السُلوك الاجتماعي والتناسُلي
تعيشُ الزَّرافي في مجموعاتٍ صغيرةٍ فضفاضة الصلة، أي أنَّ أفرادها لا ترتبط ببعضها إرتباطًا وثيقًا، ودائمًا ما يُغادرُ بعضها المجموعة وتدخُلها زرافي أُخرى، وغالبًا ما يحصل ذلك كُل بضع ساعات. يُعرِّفُ الباحثون «مجموعة» الزَّرافي بأنَّها تلك التي تتألَّف من عددٍ من الأفراد تبعُدُ عن بعضها مسافةٍ تقلُّ عن كيلومترٍ واحدٍ، وتتحرَّك في ذات الاتجاه العام. يُمكنُ لِمجموعة الزَّرافي أن يصل عدد أفرادها في أقصى الحالات إلى 32 زرافة. أكثرُ مجموعات الزَّرافي استقرارًا هي تلك المُكوَّنة من الإناث وصغارها، ويُمكنُ أن تستمر قائمة طيلة أسابيع أو شُهور حتّى.التربية والرعاية الأبويَّة
تدومُ فترة حمل الأُنثى ما بين 400 و460 يومًا (15 شهراً)، تضعُ بعدها صغيرًا واحدًا في العادة، إلَّا أنَّهُ يُحتمل أن تلد توأمًا في أحيانٍ نادرة. وتضعُ الأُنثى وليدها وهي واقفةٌ على قدميها، ويخرُجُ رأس الصغير وقائمتيه الأماميتين أولًا من رحم أُمّه، بعد أن يُمزِّق الأغشية الجنينيَّة، ثُمَّ يسقُطُ أرضًا ممَّا يتسبب بقطع الحبل السرّي. تُقدمُ الأُنثى على لعق صغيرها بعد ولادته وتُساعدهُ على الوُقوف. يصلُ ارتفاع الزَّرافة الوليدة إلى حوالي 1.8 أمتار، وخِلال ساعاتٍ من الولادة، يُصبحُ الصغيرُ قادرًا على الركض، ولا يعودُ بالإمكان تمييزه عن الصغار الأُخرى التي سبق ووُلدت قبلهُ بأُسبوع. تُمضي الصغارُ الفترة المُمتدَّة بين أسبوعها الأوَّل والثالث من الحياة مُختبئةً بين الآجام الكثيفة، حيثُ يعملُ نمط معطفها على تمويهها وسط الأوراق والظلال.تتجمَّعُ الإناث وصغارها في قُطعانٍ أُموميَّة، حيثُ تتنقَّل وتقتاتُ سويًا. وفي هذه القُطعان يُحتملُ لأيِّ أُنثى أن تترُك صغيرها برفقة أُنثى أُخرى ريثما تذهب لتقتات أو تشرب بعيدًا. تكادُ الذُكور البالغة لا تلعب أيُّ دورٍ في تربية الصغار ورعايتها، على الرُغم من أنَّهُ يُلاحظ عليها تفاعلها معها بوديَّة في بعض الأحيان.
التعانق
تستخدمُ ذُكور الزَّرافي أعناقها كأسلحةٍ تضربُ بها بعضها عندما تتقاتل، ويُعرفُ هذا السُلوك باسم «التعانق». تلجأُ الذُكور إلى هذا السُلوك عندما تسعى إلى توطيد نُفوذها وهيمنتها، وتلك التي تفوزُ بالقتال منها تزدادُ فُرص نجاحها بالتودد إلى أُنثى والإنجاب منها.صور الزرافة
ذكران في تعانُقٍ وِديّ |
زرافةٌ ذكر يُجامعُ أُنثى. وحدها ذُكورُ الزَّرافي المُهيمنة يحقُّ لها أن تتزاوج مع الإناث. |
أسدان يقتاتان على جيفة زرافة. |