حول القضاعة العملاقة
القُضاعة العملاقة أو ثعلب النهر العملاق أو كلب النهر العملاق، هي إحدى أنواع الثدييات اللاحمة المقصورة في وجودها على أمريكا الجنوبية. وهي أطول أعضاء فصيلة العرسيات، التي تعتبر أحد أنجح مجموعات الضواري في العالم أجمع. القُضاعات العملاقة حيوانات اجتماعية تعيش في تجمعات عائلية مكونة من حوالي ثلاثة إلى ثمانية أفراد، وهذا أمر غير مألوف بين أعضاء هذه الفصيلة.
التسمية
يُطلق السكّان المحليون على القُضاعات العملاقة عدّة أسماء أخرى، منها: ذئب النهر، وكلب الماء، وهذين الإسمين هما أكثر الأسماء شيوعًا، ويُحتمل أنهما وردا بشكل متكرر في تقارير المستكشفين من القرنين التاسع عشر والعشرين. تُستخدم هذه الأسماء الثلاثة على قدم المساواة في كل من الإسبانية والبرتغالية، وفيها اختلاف مناطقي بسيط.
الحجم
يمكن تمييز القُضاعة العملاقة عن غيرها من الأنواع بسهولة فائقة، وذلك بسبب هيئتها الخارجية وسلوكها المختلف. فهي أطول العرسيات جسدًا، لكنها ليست أثقلها، إذ تتفوق عليها قُضاعة البحر في هذا المجال. يتراوح طول الذكور من الرأس إلى الذيل بين 1.5 و1.7 متر ، والإناث بين 1 و1.5 متر. أما الذيل فيصل طوله إلى 70 سنتيمترًا.
الأصوات
القُضاعات العملاقة حيوانات صاخبة للغاية، قادرة على إصدار مجموعة متنوعة ومعقدة من الأصوات، وهي على العكس من باقي القُضاعات التي تصدر أصواتًا صدائية فحسب، تنبح وتعوي وتصدر حوالي 9 أصوات مميزة كما لاحظ العلماء.
البنية الاجتماعية
القُضاعات العملاقة حيوانات اجتماعية للغاية تعيش في مجاميع عائلية مكونة من عدّة أفراد. يتراوح عدد أفراد الجماعة بين اثنين و20 فردًا، وفي العادة يتراوح بين 3 و8 أفراد، ويقول الخبراء أن المجموعات الأكبر حجمًا قد تكون في الواقع عبارة عن مجموعتين تقتاتان سويًا. ومجموعات القُضاعات العملاقة شديدة التلاحم، فالأفراد كلها تنام وتلهو وتتنقل وتقتات سويًا.
الصيد والغذاء
تقتات هذه الحيوانات على الأسماك بشكل رئيسي، بما فيها البلطيات، وشعاعيات الزعانف (مثل الضارية أو الپيرانة)، والسلّوريات.
الموطن الطبيعي
القضاعة العملاقة حيوان برمائي، على الرغم من أن كونه برياً في الأساس. تعيش القضاعة العملاقة في أنهار وجداول المياه العذبة، التي عادة ما تفيض موسمياً. ومن البيئات المائية الأخرى التي تقطنها ينابيع المياه العذبة، وبحيرات المياه العذبة الدائمة. توجد أربع أنواع رئيسية من النباتات في بيئات هذه الحيوانات، هي: غابة ضفة النهر العليا، والمستنقع المختلط الفيضي وغابة المستنقع العليا، وغابة المستنقع الدنيا الفيضية، وجزر العشب والمروج العائمة في المناطق المفتوحة من النهر. لاحظ الأحيائي دوبليكس عاملين أساسيَّين في اختيار هذه الحيوانات لبيئتها، هي وفرة الطعام فيه (وهو ما يبدو أنه مرتبط عادة بالمياه الضحلة)، والضفاف المنخفضة والمنحدرة (مع غطاء نباتي جيد، وسهولة الوصول إليها). ويبدو أن القضاعة العملاقة تفضل اختيار المياه النقية السوداء بقيعان صخرية أو رملية، أكثر من المياه البيضاء المالحة.
المفترسات والمنافسين
ليس هناك من أعداء طبيعية للقُضاعات العملاقة البالغة عدا الإنسان، غير أن بعض العلماء اقترح عدد من الضواري التي يُحتمل أن تفترس القُضاعات بين الحين والآخر، مثل: اليغور، والكوجر، وثعابين الأناكندة البالغة، وذلك استنادًا على ما أوردته بضعة تقارير قديمة وليس بناءً على مراقبة مباشرة. أما جراء القُضاعات فأكثر عرضة لخطر الافتراس، ويُحتمل أن تقع ضحية أنياب الكيمن الأسود وغيره من الضواري الكبيرة، إن حصل ولم تتنبه لها الأفراد البالغة، وهذا أمر يندر أن يحصل.
المخاطر
تواجه هذه الحيوانات طائفة واسعة من التهديدات الخطيرة، لعلّ أبرزها هو الصيد اللاشرعي. أظهرت الإحصاءات أنه بين عاميّ 1959 و1969 كانت غابات الأمازون البرازيلية وحدها تُصدّر ما بين 1,000 و3,000 فروة قضّاعيّة، فما كان من نتيجة ذلك إلا أن تراجعت أعداد القُضاعات بشكل كبير، حتى بلغت 12 فردًا فقط في عام 1971. ولم تتراجع حدّة الصيد إلاّ في عام 1973 عندما وُضعت بنود اتفاقية حظر الاتجار بالأنواع المهددة موضع التنفيذ، لكن الطلب على فراء هذه الحيوانات استمر قائمًا، ووصل سعر الفروة في السوق الأوروبية إلى 250 دولار أمريكي خلال عقد الثمانينيات من القرن العشرين.