ترغب "جونا كولماير" في فهم كُنه الكون، ببحثها عن أجوبة لأسئلة من قبيل: ما الذي يشكِّل بنى فضائية مثل المجرات، والثقوب السوداء الهائلة، والوسط الذي يملأ الفجوات بين المجرات؟ تقول كولماير، عالمة الفيزياء الفلكية لدى "مؤسسة كارنيجي للعلوم": "ثمة في كل نطاق مادي ينظر المرء إليه، عمليات تشكِّل الأنماط المركبة والمعقدة التي نراها. ونحن قادرون على فهم كل ذلك".
في عام 2017، عُينت كولماير مديرة للنسخة الخامسة من "مسح سلووان الرقمي للسماء" (SDSS)، وهو مشروع يهدف إلى رسم خريطة للكون.
وسيَستخدم هذا المسح الذي سيُطلق في عام 2020 تلسكوبات في نصفي الكرة الشمالي والجنوبي لإجراء مسح للسماء بأكملها.
وستلتقط التلسكوبات أطيافاً من الأجسام الساطعة في السماء، ومن ثم سيقَسَّم هذا الضوء إلى مكونات.
وتقول كولماير عن هذا العمل "إنه يندرج في صلب مهام الفيزياء الفلكية.
فمن خلال تلك المكونات، نُدرك كل العناصر الكيميائية الموجودة، وكل عمليات تحولها في الأجسام".
ومن خلالها أيضاً ستبدأ كولماير في تلمس إجابات لهذه الأسئلة: كيف تنمو الثقوب السوداء الهائلة؟ وهل يمكن استخدام النجوم كساعات تخبرنا بالوقت الذي تشكلت فيه مجرة معينة وبالطريقة التي تم بها ذلك؟
وللعِلم، فإن كولماير لم تشرع في دراسة علم الفلك من خلال مشاهدتها النجوم.
بل كانت ترغب بأن تصبح محامية، لكنها غيرت مسارها بعد أن ذهبت إلى ما تسميه بـ "معسكر المهووسين بالعلوم" وتعلمت كيفية كتابة شيفرة مصدرية لتصنيف النجوم.
تقول: "إن فكرة إمكانية استجوابك الكون بهذه الطريقة.. أشعرتني وكأنني مستكشفة".
أما في الوقت الحالي فإن هذه العالمة سائرة في طريق أبعد مما كانت تتخيّل سالفاً.
بقلم: رايتشل هارتيغان شيا
عدسة: مارك ثايسين