فيل الأدغال الأفريقي
أو فيل الأحراش الأفريقي أو فيل السافانا الأفريقي هو نوع من الحيوانات يتبع جنس الفيل الأفريقي من فصيلة الفيلة.وهو أكبر نوع من الفيلة الأفريقية، يصنف فيل الغابات الأفريقي على أساس نوع واحد، ويعرف باسم الفيل الأفريقي، ولكن مؤخرا بينت الأدلة أن فيل الغابات يصنف على أنه نوع مختلف.
ولا تزال بعض الهيئات تقول أن الأدلة المتوفرة حاليا غير كافية لتصنيف الفيلة الأفريقية إلى نوعين.
التصنيف
في وقت ما، كان فيل الغابات الأفريقي يعتبر نوعاً فرعياً، من جنس الفيل الأفريقي، مع فيل الأحراش الأفريقي. إلا أن إختبارات الحمض النووي قد أشارت إلى هناك تباينات وراثية أكثر مما كان يعتقد في السابق. عام 2010، أكدت دراسة وراثية أنهما نوعين منفصلين تباعدتا عن بعضهما منذ 2-7 مليون سنة مضت.لا تزال الكثير من الوكالات الحكومية (مثل خدمة الأسماك والحياة البرية في الولايات المتحدة) والغير حكومية (مثل الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة) تعتبر أن فيل الغابات نوع فرعي لأغراض التنظيم والحفاظ.
في 2016، أظهر تحليل تسلسل الحمض النووي أن فيل الغابات الأفريقي أكثر قرباً للفيل الأوروپي المنقرض ذي الناب المستقيم، الفيل مستقيم الناب، عن فيل الأحراش الأفريقي.
الأفيال القزمة المتنازع عليها في حوض الكونغو، كانت تعتبر نوعاً منفصلاً، وربما يرجع الحجم الصغير والنضج المبكر لأفيال الغابات الأفريقي لظروف بيئية.
الانتشار
يعيش فيل الغابات الأفريقى بشكل رئيسي في وسط وجنوب أفريقيا في قطعان. والتى تتجول فى الغابات والمراعى للبحث عن الغذاء وعن آبار المياه. وقد يتواجد فيل الغابة الأفريقى بشكل أكبر فى منطقة الأحراش الاستوائية حيث أنها ذات حجم أصغر وغطاء نباتي أكبر لذا تسمح لهم بالتحرك بسهولة ومن أهم وأكبر مصادر التهديد لفيل الغابة الأفريقى هو التوسعة فى إزالة هذه الغابات والأحراش مما أدى إلى تقلص الأراضى المناسبة لتواجد فيل الغابة ومن ثم محاولتهم إلى الإتجاه إلى أماكن أخرى يكون بها غطاء نباتى.الحجم
فيل الغابات الأفريقي هو واحد من نوعين ضمن جنس الفيل الأفريقي التى تتواجد في القارة الأفريقية. على الرغم من أن فيل الغابات الافريقي هو أصغر قليلاً من الفيل الأفريقي، إلا إنه لا يزال واحداً من أكبر الحيوانات الموجودة على الأرض اليوم. وعلى الرغم من التشابه الكبير بين الفيل الأفريقى وفيل الغابات الأفريقى إلا أن هناك اختلافات بسيطة قد لا يعرفها إلا المتخصصون فى هذا المجال. ومن هذه الإختلافات البسيطة أن فيل الغابة الأفريقى له أذان أكثر استداره من أذان الفيل الأفريقى وأن أنيابه تكون مستقيمة بشكل أكبر من الفيل الأفريقى، ويمتلك فيل الغابات الأفريقى أيضاً عدد أصابع (أظافر أكبر). وبخلاف هذا فقد يعتقد من ينظر إليهما أنهم من نفس الفصيلة.فيل الغابات الأفريقي هو واحد من أكبر الثدييات البرية المعروفة على الأرض، وقد تصل الذكور منها إلى ما يقرب من 3 أمتار في الارتفاع والإناث إلى حوالى 2.5 متر. وتنمو الأنياب إلى ما يقرب من 1.5 متر وتزن من 20 – 40 كيلو جرام. ولديها أربعة أسنان فى الفم وزن كل منها حوالى 5 كيلو جرام وطولها يصل إلى 12 بوصة ولها آذان كبيرة ومستديرة تستخدمها فى السمع وفى تبريد أجسامها على حد سواء.
السلوك
يستخدم فيل الغابة الأفريقى أنيابه الضخمة لحفر الجذوع وتجريد لحاء الأشجار للحصول على الغذاء ويستخدم تلك الأنياب أيضاً للدفاع عن نفسه أمام الحيوانات المفترسة مثل الأسود والنمور، وللقتال مع الذكور الآخرى خلال موسم التزاوج. وعادة ما يعيش ذكر فيل الغابة الأفريقى وحيداً إلى حد ما إلى أن يحين موسم التزاوج . أما الإناث فهى تشكل مجموعات صغيرة من الصغار والشباب لتكون فى أمان أكثر فى مواجهة الحيوانات المفترسة. وتتواصل حيوانات فيل الغابة الأفريقى عن طريق ترددات منخفضة وتكون باقى أفراد القطيع قادرة على سماعها على بُعد بضعة كيلومترات.التواصل
لأن فيل الغابات الأفريقي نوعاً معترف به حديثاً، فلا يعرف الكثير عن طرق تواصلها وإدراكها. بالنسبة لهذه الثدييات، تعتبر حاسة السمع والشم من أفهم الحواس التي تمتلكها نظراً لكونها لا تتمتع بحاسة إبصار قوية. يمكنها أن تدرك وتسمع الاهتزازات على الأرض ويمكنها اكتشاف مصادر الطعام عن طريق حاسة الشم. كما تعتبر الأفيال من الأنواع مضطربة النظم، مما يعني أنها تمتلك القدرة على الرؤية في الضوء الخافت بنفس قدرتها على الرؤية في ضوء النهار. وهي قارة على هذا لأن شبكية أعينها تتكيف بسرعة تقارب سرعة تغير الضوء.أقدام الأفيال حساسة ويمكنها اكتشاف الاهتزازات في الأرض، سواء كانت بسبب حركتها أو بسبب نداءات من أفيال على بعد يصل إلى عشرة أميال.
التكاثر
تصل أنثى فيل الغابة الأفريقى إلى مرحلة النضج الجنسى حتى تكون قادرة على التكاثر فى حدود عامها العاشر أو الحادى عشر. أما الذكر فقد يصل إلى مرحلة النضج الجنسى عند سن 20 عاماً تقريباً. وتمتد فترة الحمل حتى تصل إلى 2 سنة،وتلد الأنثى عجلاً واحد (من المعروف أنه قد ظهرت بعض حالات ولادات التوائم ولكنها نادرة للغاية). وترعى الإناث صغارها إلى مده تصل إلى 2 سنة. وتظل العجول الصغيرة مع القطيع حتى تبدأ أنيابها فى الظهور وتستطيع الإعتماد على نفسها.النظام الغذائي والدور البيئي
فيل الغابة الأفريقي هو حيوان عاشب من الدرجة الأولى وهذا يعني أنه يأكل النباتات وغيرها من النباتات فقط. ويأكلون في الغالب أوراق الأشجار والفاكهة والأعشاب والشجيرات المنخفضة، وتركيب الفم لهذا النوع من الأفيال يجعلها قادرة على قطع ومضغ هذه النوعية من الغذاء بسهولة تامة فهى تملك زوجين من الأسنان الأمامية التى يوجد خلفها زوجين من الضروس يقوم فيل الغابة الأفريقى بإستبدالهم مكان الأسنان الأمامية بمعنى أنه عندما تسقط الأسنان الأمامية تتحرك الضروس الخلفية لتصبح هى الأسنان مكانها وينمو له زوجين جديدة من الضروس مكانها، ويقوم فيل الغابة الأفريقى بإستبدال أسنانه 6 مرات فى حياته ما بين سن ال 40 – 60 عاماً وبعدها يصبح غير قادر على استبدال أسنانة وعندما تقع هذه الأسنان فيكون غير قادر على الطعام وللأسف فهذا هو السبب الشائع فى موت فيل الغابة الأفريقى.من الأشياء المميزة لفيل الغابة الأفريقى هى الأنياب التى تساعدها فى التنقل فى الغابات الكثيفة والتى تساعدها على تقطيع لحاء الأشجار .وهى أكثر استقامة من أنياب الفيل الأفريقى مع مسحة خفيفة من اللون الوردى عليها مما جعلها مطلوبة وبشدة فى السوق السوداء لندرة شكل ولون العاج بها، ومن الميزات الأخرى لهذا النوع هو طريقة التواصل بين أفراد القطيع والتى تتم عن طريق إصدار صوت منخفض لا يسمعه البشر ولكن تسمعه أفراد القطيع من على بعد عدة أميال فى الغابات الكثيفة، ويعد هذا النوع من الأفيال أداة أساسية في نشر البذور في جميع أنحاء الغابات في أفريقيا.
علاقتها بالبشر
في عام 1980 كان هناك فى غابات أفريقيا ما يقدر بحوالى 380.000 فيل، ولكن وللأسف عمليات الصيد الجائر من أجل العاج لهذا النوع من الأفيال جعلها تنخفض إنخفاضاً مُدمراً قد يصل إلى حد الإنقراض حتى وصل عددها فى عام 1989 ما يقرب من 200.000 فيل فقط حتى بدأ سن قوانين لتجريم صيد هذا النوع من الأفيال ولحسن الحظ بدأ فى التعافى قليلاً فى بعض المناطق إلا ان هناك تهديدات أخرى يمر بها هذا الفيل ألا وهى فقد كلا من الغذاء والمأوى بسبب إزالة الغابات الكثيفة وأيضاً عمليات الصيد الغير شرعية والغير قانونية لهذا النوع حتى أنها أصبحت الأن من الأنواع المُهددة بالإنقراض.التهديدات والحفاظ
فيل الغابة الأفريقي لا يوجد لديه الحيوانات المفترسة الطبيعية الحقيقية لتهديد بقائها، ويرجع ذلك أساسا إلى حجمه الكبير، وغالباً ما يظل القطيع يعيش فى سلامة وتجانس مع الحيوانات الأخرى من الحيوانات الكبيرة أو الطيور، وقد تشكل الأسود والضباع خطراً يهدد الفيل الأفريقى فى بعض الأحيان إلا أنها لا تستطيع إلا أن تهاجم الصغار اذا تم شرودهم عن القطيع أو الفيله الكبيرة التى تظهر عليها أثار الشيخوخة والمرض. أما الخطر الحقيقى الذى يهدد هذه القطعان فهم البشر الذين يصطادون هذه الأفيال بعمليات الصيد الجائر بالإضافة إلى نقص الغابات والمساحات الخضراء.بينما كان هناك حظر على التجارة الدولية في منتجات الأفيال بما في ذلك العاج الذي تم تنفيذه في عام 1990، عندما تمت إضافة الفيل الأفريقي إلى الملحق الأول من اتفاقية التجارة الدولية ضمن الأنواع المهددة بالانقراض، لا زالت تجارة العاج هي السبب الرئيسي لوفيات أعداد لا تحصى من الأفيال. وهناك تهديد آخر لهذا النوع وهو صناعة الأخشاب من الأشجار المنتشرة في وسط أفريقيا.
الصيد غير المشروع
تعاني أفيال الغابات من انخفاض حاد بسبب ممارسات الصيد غير المشروع من أجل اللحوم والعاج الذي يستخدم في تجارة العاج الدولية. تُقتل آلاف الأفيال سنوياً لتلبية الطلب الدولي الغير شرعي على العاج.في العشر سنوات الأخيرة فقط، تم ذبح ما يقارب من 62% من أفيال الغابات من أجل العاج.