الثدييات
أطلق على بعض الحيوانات اسم الثدييات لأن لأنثاها أثداء تُرضع صغارها، هذه الحيوانات هي أكثر الفقاريات تطوراً تشتمل هذه الفئة على الكثير من الأنواع منها حيوان مميز، هو الإنسان.
للثدييات، فضلاً عن الأثداء التي تمتاز بها، جلد مغطى بالوبر المكون أساساً من البروتايين (الكيراتين). يشكل هذا الوبر عادة الفرو لكنه يستحيل أحياناً أشواك (عند القنفذ) وقروناً (عند وحيد القرن) وحراشف (عند أم قرفة) الثدييات هي الحيوانات الوحيدة، مع الطيور، القادرة على تنظیم حرارتها الداخلية، تطوّرت الثدييات الأولى انطلاقاً من الزواحف الثديية وظهرت على الأرض في عصر الديناصورات، منذ نحو 200 مليون سنة، في العصر الجيولوجي الثاني. حدث الانتقال من الزواحف إلى الثدييات على أثر تبدلات طرأت على الجمجمة والفكّين وتطور هام للنخاع، وخلال الـ 100 مليون سنة التي ظلت فيها الديناصورات مهيمنة على الأرض كانت الثدييات صغيرة خفيّة هامشية.
وعندما انقرضت الديناصورات منذ 65 مليون سنة تكاثرت الثدييات وتنوعت لتنتشر في جميع الأوساط وجميع أقطار العالم. يعرف اليوم 600 4 نوع من الثدييات، جميعها تتكاثر بمجامعة ذكر لأنثى من النوع نفسه وبإخصاب بيضة الأنثى بواسطة الحوين المنوي لدى الذكر، والطريقة التي ينمو بها الصغار تتيح لنا أن نميز ثلاث فئات على تفاوت كبير من حيث الأهمية: وحيدات المسلك، الجرابيات والمشيميات.
وحيداتُ المسلك: خلد الماء والنّضْناض
وحيدات المسلك هي ثدييّات بدائيّة، تعود بعض أحافيرها إلى 100 مليون سنة، حفظت هذه الحيوانات من أجدادها الزواحف خصوصيّة وضع البيوض، وعندما تخرج الصغار من البيوض ترضع الحليب كسائر الثدييّات، تعيش وحيدات المسلك اليوم في أوستراليا وغينيا الجديدة فقط وتُمثّل بثلاثة أنواع: خلد الماء ونوعان من النضناض أو قنفذ النمل.لخلد الماء فكّان، على شكل منقار البطّ، عاریان من الأسنان، وقوائمُ راحيّة. إنه حيوان نصف مائيّ، يعيش في الأنهار وينام على اليابسة في جُحر يُفتح مباشرة على الجُرف. يقتات بدعاميص الحشرات والقشريّات التي يصطادها في قعر الماء منقبا في الرواسب، يشبه النضناضُ قنفذاً كبيراً.
جسمه مغطّى بالوبر وبالشوك وفمُه أسطوانيّ يأكل اللافقاريات الصغيرة (سُرف، نمل، دود الأرض).