معلومات عن حيوان الكوالا

الكوالا أو الكُوال بالإنجليزية: (koala) ويعرف علمياً بإسم: (Phascolarctos cinereus) هو حيوان ثديي من فصيلة الدببة الجرابية، ربما يكون هذا الحيوان أكثر الحيوانات الأسترالية جاذبية وأكثرها شيوعا أيضاً، إنه يبدو مثل دب صغير في معطف وردي أشعث لكنه على أي حال ليس دبا بل حيوانا جرابيا . إن هذا المخلوق الفردي المحب للسلام يقضي حياته فوق أشجار الكافور .

وهذا الحيوان لا يخاف الانسان بل هو على العكس من ذلك حيوان فضولى لا يهرب بعيدا ولا يدافع عن نفسه أبدا . وعندما يستأنس يصبح لطيفا رقيقا مثل طفل صغير لكن الصفات الحلوة التي يتمتع بها هذا المخلوق الصغير اللطيف لم تمنع من الهجوم عليه فسكان استراليا الأصليون بأسلحتهم الخشبية التقليدية والانسان الأبيض ببندقيته قضوا على أعداد كبيرة منه من أجل لحمه ومن أجل فرائه الفضي الناعم على الترتيب ، وأسوأ من ذلك أن بعض الناس يقتلونه من أجل المتعة فقط لأن هذا الحيوان يمثل هدفا سهلا عندما يبقى بلا حراك فوق أشجار الكافور لكن القوانين الصارمة اليوم تمنع اصطياد حيوان الكولا بل ظهر هذا الحيوان نفسه على مجموعة من الطوابع البريدية وذلك في محاولة لتوسيع نشر الحملة التي تنادي بالمحافظة عليه .

من الأشجار الكثيرة الانتشار في أوستراليا شجرة الاكاليبتوس، وهي التي يدعوها الناس هناك شجرة الصمغ، إنها اشجار عالية ذات جذوع مستقيمة، وهي متعددة الأنواع، يصنع زيت الاكاليبتوس من أوراقها وينشيء الكثير من الحيوانات، ولا سيما الكوال، مواطنه فيها. و حيوان الكوال يدعى في بعض الأحيان بـ  أو الكوالا أو الكوال الرمادي أو الدب الاوسترالي الاصيل، أو بالدب الشجري، ولو أنه ليس من الدبية أبدا. أنه أشبه بدمية دب صغيرة جميلة يغري جمالها بمعانقتها. طوله من 60 إلى 75 سنتيمترا ينتمي الكوال إلى مجموعة الحيوانات التي ينتمي إليها الكنغر لأنه يحمل صغاره في جراب أيضاً، ولكنه يختلف عنه في شكله وفي تصرفاته.

للكوال جسم مستدير، واذنان كبيرتان خشنتان وأنف اسود، ليس للكوال ذنب انما له فرو ناعم كثيف. وهو يستخدم قوائمه الأربع المتساوية الطول تقريبا في تسلق الأشجار، ويقبض على الأغصان بكلتا يديه وبكلتا رجليه، يمضي أكثر أوقاته في الاشجار وليس هناك ما يضطره للتنقل الكثير لانه يتغذى باوراق الاكاليبتوس ويندر أن يحتاج إلى ما يشربه. انه امين من الأعداء طالما هو في الشجرة ولذلك يصرف يومه جالسا بين اغصانها ويتحرك بهدوء عندما تتحرك الشجرة فقط، وقد ينزل فقط في الليل ولكن ليتسلق شجرة اخرى .

إن مجموعات الكوالا تحدث ضجة خفيفة عادة لا تعدو بعض النخير، غير أن الذكور منها تحدث في بعض الأحيان ضجة تشبه نهيق الحمار لا سيما في الليل وفي فصل الجماع حیث تختصم الذکور و تصرخ باصوات جشة.

يولد الكوال الصغير وطوله يبلغ نحو السنتيمترين فقط ویتلمس طریقه کالكنغر الى جراب امه ويشد بفمه احد الاثداء ويرضع الحليب، ويمسك الثدي بفمه بقوة بحيث يستحيل فصله عن الثدي بالعنف من غير انزال الضرر به، ولعل هذا عائد الى أن جراب الام منفتح إلى الاسفل وهي في الشجرة مما يجعل سقوط الصغير ممكنا لولا هذا التعلق الشديد، يدخل الكوالا الصغير الى الجراب ويحتجب فيه عن النظر طوال ستة أشهر. وفي نهاية هذه المدة يكون قد اصبح مكسوا بالفرو و بلغ نحو 18 سنتیمترا طولا، عند ذلك يخرج الصغير من الجراب الى الشجرة ثم يرجع اليه للنوم والاغتذاء الى أن يتم الشهر الثامن .

وهنا يكون حجمه قد كبر بحيث لا يتسع له الجراب فيأخذ بالتسلق الى ظهر أمه، ويستمر على هذا المنوال الى أن يبلغ السنة فیصبح حجمه بحجم أمه تقریبا، لکن اکتمال نموه لایتم قبل اكتمال سنته الرابعة .

الكوال الذکر لا یعير صغاره اي اهتمام ، بل ويتضايق منها اذا حاولت ان تتسلق الى ظهره، أما الامهات فتحب كل الحب جميع الصغار لا صغارها فقط ، وقد يحدث حين تكون أمهات عدة في شجرة واحدة وقد بلغت صغارها مرحلة التنقل من غصن الى غصن ان يختلط الصغار معا فيذهب الكوال الصغير الى اقرب انثى منه وهذا شيء في منتهى الغرابة.

وبعد الرضاع يعود الكوال الى أمه، ولا أحد يهتم بما حدث أو يرى فيه امراً غريباً، وفي الغالب يعيش الكوال في شرقي اوستراليا فقط حيث ينمو هذا النوع من شجر الصمغ الذي یتغذی به . وینحصر وجود الکوال في اوسترالیا فقط حتی أن وجوده فيها اخذ يقل لكثرة اصطياده الجمال فروه، واخيراً صدر في عام 1936 قانون يحذر صیاده علی أي کان .

طعام الكوالا